ذات يوم سقط أبو المعالي على قفاه بسبب قشرة موز مر عليها بينما كان سائراً في مدينة في شمال القوقاز ويقال في جنوبه فأغشي عليه ، وعندما أفاق وجد نفسه مازال في الشارع وقد حل عليه الليل ففكر أن ينام في خان ولكنه اكتشف أن نقوده قد سرقت فندب حظه ولام نفسه على عدم انتباهه لخطواته .
سار أبو المعالي حائراً فيما يفعل فمر عليه رجل فقال له بلغة غير مفهومة خمن فيها أبو المعالي انه يعرض عليه المبيت في منزله لكونه غريباً فرحب مبتهجاً وسار خلف الرجل .
ومن زقاق إلى زقاق وجد نفسه أبو المعالي في وسط غابة موحشة ينتشر فيها اشكال غريبة من البشر .
اقترب منهما رجل ضخم الجثة وتجادل مع الرجل الذي احضر أبو المعالي فاشار جهته فتم القبض على أبو المعالي وقيدوه وربطوه فصرخ فيهم محاولاً فهم ما جرى فطلب مترجماً
فقال له أحدهم بلغة عربية سليمة :
- أنت تبرعت باعضائك الخمسة لتفدي هذا الرجل المديون فشكراً لك .
فسالهم عن المديونية وماهي الأعضاء المتبرع بها فأجابوه أن الدين كان مائة روبية والأعضاء الخمسة كان عيناً وأنفاً ويداً ورجلاً وأذناً
فقال لهم أن لديه مائة روبية فرفض الرجل الضخم بحجة أن مهلة السداد قد نفذت فاعترض ابو المعالي انه لا يرغب بالفداء فأجابوه أنه لا فائدة من الاعتراض فقد نفذ الأمر بالمهلة المحددة .
فطلب منهم أن يمهلوه وقتاً ليعيد الساق التي في رجله فهي ملك رجل تبادل معاه السيقان
فوافق القوم على أن يعود قبل الغروب فوعدهم بذلك فاطلق ساقيه وخرج من البلاد ويقال ان القوم توارثوا انتظار أبو المعالي من جيل إلى جيل .
المصدر : رحلة أبو المعالي في السفر والخوالي
باب : وعد الحر دين عليه