الجمعة، 15 نوفمبر 2013

في بلاد القوقاز




ذات يوم سقط أبو المعالي على قفاه بسبب قشرة موز مر عليها بينما كان سائراً في مدينة في شمال القوقاز ويقال في جنوبه فأغشي عليه ، وعندما أفاق وجد نفسه مازال في الشارع وقد حل عليه الليل ففكر أن ينام في خان ولكنه اكتشف أن نقوده قد سرقت فندب حظه ولام نفسه على عدم انتباهه لخطواته .
سار أبو المعالي حائراً فيما يفعل فمر عليه رجل فقال له بلغة غير مفهومة خمن فيها أبو المعالي انه يعرض عليه المبيت في منزله لكونه غريباً فرحب مبتهجاً وسار خلف الرجل .
ومن زقاق إلى زقاق وجد نفسه أبو المعالي في وسط غابة موحشة ينتشر فيها اشكال غريبة من البشر .
اقترب منهما رجل ضخم الجثة وتجادل مع الرجل الذي احضر أبو المعالي فاشار جهته فتم القبض على أبو المعالي وقيدوه وربطوه فصرخ فيهم محاولاً فهم ما جرى فطلب مترجماً 
فقال له أحدهم بلغة عربية سليمة :
- أنت تبرعت باعضائك الخمسة لتفدي هذا الرجل المديون فشكراً لك .
فسالهم عن المديونية وماهي الأعضاء المتبرع بها فأجابوه أن الدين كان مائة روبية والأعضاء الخمسة كان عيناً وأنفاً ويداً ورجلاً وأذناً 
فقال لهم أن لديه مائة روبية فرفض الرجل الضخم بحجة أن مهلة السداد قد نفذت فاعترض ابو المعالي انه لا يرغب بالفداء فأجابوه أنه لا فائدة من الاعتراض فقد نفذ الأمر بالمهلة المحددة .
فطلب منهم أن يمهلوه وقتاً ليعيد الساق التي في رجله فهي ملك رجل تبادل معاه السيقان 
فوافق القوم على أن يعود قبل الغروب فوعدهم بذلك فاطلق ساقيه وخرج من البلاد ويقال ان القوم توارثوا انتظار أبو المعالي من جيل إلى جيل .

المصدر : رحلة أبو المعالي في السفر والخوالي
باب : وعد الحر دين عليه 

الأربعاء، 30 يناير 2013

الفيضان

عندما غطت مياه الفيضانات قرية هوانغ ياو الصينية لجأ الإمبراطور إلى أبو المعالي لينقذ المدينة وأهلها من الغرق بعدما سمع عن معجزة مشيه على سطح مياه نهر الغانج الهندي ، فطلب منه أن يجعل كل سكان القرية يستطيعون المشي على ماء الفيضان كأنهم في حقل أو مزرعة .
حاول أبو المعالي توضيح ما يمكن توضيحه ولكن الإمبراطور أبى ألا أن ينفذ أمره فأحتار أبو المعالي في أمره 
وكانت الأمطار غزيرة والمياه تنتشر بين البيوت والجيش الصيني يجلي الناس من القرية 
فالتقى أبو المعالي برجل من أعيان القرية فسأله عما يجري فأخبره الرجل عن مبالغات الناس في وصف الحدث وأن الأمور على ما يرام .
فسأله ماذا يفعل على اطلال المدينة فأخبره أبو المعالي عما حدث وأنه يفكر بصنع ملابس خاصة تنتفخ بالهواء لتجعل الناس تعوم فوق الماء فاستحسن الرجل الفكرة وعرض عليه أن يشاركه النصف بالنصف على أن يتوسط له عند الإمبراطور بمبلغ الف الف يوان ( العملة الصينية ) يصرف منها الف يوان على ملابس والباقي لهما فوافق أبو المعالي .
وانتشر الخبر أن حكومة الإمبراطور وضعت ميزانية مقدارها الف الف يوان لإصلاح الحال وإنقاذ الناس .
فمرت أيام وأسابيع ولم يتغير الحال وبحث  أبو المعالي عن الرجل فكأنه فص ملح وذاب فعلم أن نهايته ستكون وشيكة إن لم يختفي هو كذلك .
فرحل في الليل وقيل في الفجر وقيل أنه رحل مع الرجل قبل ذلك ولكن الأخير فر عنه بعد ذلك .
المصدر : رحلة أبو المعالي في السفر والخوالي
باب : إنقاذ البشر من الفيضان والطوفان

الاثنين، 28 يناير 2013

نهر الغانج


وقف أبو المعالي أمام  نهر الغانج العظيم متحسراً على ما مضى ، فقرر خلع نعله والمشي في اطيانه فلربما خفف ذلك من ألم نفسه ، وبينما هو يسير أمام المئات من الناس التي لاحظت الغريب القادم من البعيد ، فإذا هو يرتفع لأعلى ويسير على سطح الماء بسرعة لاتوصف ، فهلع الناس وعمت الفوضى فضاع صراخه مع صراخهم. فغاص في النهر بعدما هلعت السلحفاة التي وقف فوقها واختفت .
فالتف الناس من حوله وحملوه وزينوه وجاء أحد الكهنة وعطره بالبخور والعود وجهزه لليلة الكبيرة.
فسألهم عما يقصد الكاهن بهذا فبشروه بالزواج من إحدى الفتيات الجميلات 
فبلع ريقه ، وقرر الهرب 
( جزء من النص مفقود )
فارتطم بصخرة 
( جزء من النص مفقود )
حتى وصل إلى بلاد الصين .

من كتاب : رحلات أبو المعالي في البر والخوالي 
باب : الباب الذي لا يأتي بخير 

الأحد، 27 يناير 2013

هت جاو مري سامني

في بلاد الهند البعيدة كان أبو المعالي راكباً قاري عندما ناداه رجلاً من البعيد : روكو روكو بمعنى توقف توقف ، فاوقف السائس الثور وأطل أبو المعالي برأسه ناحية الرجل الذي هرول إليه بأقصى ما يمكنه .
وقال الرجل :  نمستي ، فرد أبو المعالي السلام ، فقال الرجل الذي بانت ملامحه كرجل كهل عمامته سوداء كالليل البهيم وثيابه فاقعة الألوان متنافرة : هم تقايي 
فرد عليه أبو المعالي : هت جاو مري سامني
فتغيرت ألوان الرجل وقال له بلسان عربي مبين : ألست أنت أبو المعالي الذي أنا أنتظره منذ البارحة وتعبت وأنا أنتظره .
فبهت لون أبو المعالي وارتبك : هل أنت المهراجا ؟ تعال واركب معي .
فأشاح المهراجا وجهه وركب فيله . 

السبت، 26 يناير 2013

السفساري

سقط سفساري من كتف إمرأة كانت تمشي أمام أبو المعالي فحاول رفعه فنهره القوم واتهموه بالتحرش وحكموا عليه إما بالقتل أو الزواج . فاختار القتل .
وبينما هو في زنزانته ينتظر مصيره مر بجوار سجنه زائران ملثمان ، فوضع أحدهما في يده من خلف القضبان منشار يقطع الحديد والأخر أعطاه بنجاً وأوصياه بعد ساعة أن يضع البنج أمام الزنزانة لينام الحارس وينشر الحديد ليهرب .
وهذا مافعله أبو المعالي فرمى البنج على الحارس فغط من فوره في نوم عميق وبعد ساعة استيقظ الحارس فزعاً فرأى أبو المعالي مازال يحاول قطع الحديد فلم يفلح . فجره من رقبته إلى ساحة الإعدام .
( جزء من النص مفقود ) 
ونجا أبو المعالي من موت محقق 

الجمعة، 25 يناير 2013

القَهْقَب

جلس أبو المــعالي ذات ليلة باردة مع ثلة من الناس تشوي القَهْقَب فأعجب برائحته فسألهم عن كينونته فقالوا له حيوان بري نصطاده ، فأكل منه قضمة فاستساغ طعمه فكان أقرب للباذنجان منه للحم . 
فقالوا أنه يظهر ليلاً في البراري ويهرب إن شم رائحة أبن أدم ويختبئ في حجر ثعبان أو وجار ذئب ، و لايمكن اصطياده إلا في فصل الشتاء عندما يستكين .
وقد قيل أن القَهْقَب ذو فراء وله اسنان أمامية كالجربوع ويمتاز بخفته في الحركة ورشاقته في الهروب من اعداءه ورغم مظهره الضعيف والصغير إلا أن الأسد يخاف منه إن غضب .
فرحل عنهم أبو المـــعالي ومازل طعمه ماثلاً في لسانه بعدما مزج بطحينية السمسم والروب .

حرب المائة يوم

مر أبو المـعالي ذات مرة على قوم يأكلون السفناري ، فأشار أحدهم بوجوب غسله من التراب الذي علق به وأخر أشار إلى انه لا بأس بأكله مادام طرياً ، بينما أخرون كانوا يكرهون أكله في النهار لأنه يغنيهم عن شرب الماء ، فقام رجل وغطس في النهر المقابل وحمل معه رزمة من السفناري فهلل قوم واحنج قوم فنشبت معركة شرسة بينهما حتى مائة يوم . ومن ذلك أشتهر المثل القائل يوم يسفناري.
المصدر : رحلة أبو المعالي في البر والخوالي ، باب ما إن يجتمع يفترق 
وذكرت تلك القصة أيضاً في كتاب أبو المعالي والمشاوي والمقالي ، باب السفناري وما لذ طعمه .